كان الجنرال أحمد رحال في الماضي ضابطاً سورياً عالي المستوى, و مساعداً لوزير الدفاع السوري, وقائد أسطول. و في عام 2012 أعلن رفضه تنفيذ أوامر نظام بشار الأسد الإجرامية و انشق عن الجيش السوري النظامي ملتحقاً بالثورة السورية ضد نظام الأسد.
في الوقت الحاضر يمارس الجنرال رحال نشاطه كمحلل عسكري و استراتيجي في و سائل الإعلام لتغطية الحرب الدائرة في سوريا, حيث يبذل جهداً كبيراً في تأسيس الجيش السوري الحر. فهو يؤمن بحتمية انتصار مبادئ ثورة الكرامة السورية.
في 13 شباط عام 2016 قامت مجموعة من متطوعي المجموعة الدولية إنفورم نابالم بإجراء مقابلة خاصة مع الجنرال رحال, حيث أوضح تفاصيل مشاركة الجيش الروسي في الحرب الدائرة ضد الشعب السوري, بالإضافة إلى تفاصيل أخرى ذات أهمية.
سيادة الجنرال, نحن نعلم أنكم تبذلون جهداً كبيراً لتأسيس و تقوية الجيش السوري الحر. والآن كثير من السوريين غادروا بيوتهم بسبب الجوع و القصف المستمر, وبعضهم لديه تجربة الخدمة العسكرية, فهل تعتقدون أنه بالإمكان تأسيس جيش متكامل من تعدادهم؟
أريد أن أشير إلى أن الكثير من الجنود و الضباط قد انشقوا عن جيش الأسد بدوافع أخلاقية و إيديولوجية. وهم قد فروا من ذلك الجيش بسبب الجوع و الحاجات المالية و انعدام العدالة, ثم القتل و الدمار بحق الشعب السوري. فهؤلاء الضباط كانوا قد أدوا القسم لحماية الشعب و ليس لقتله, وبذلك يكونوا قد نفذوا قسمهم بالتحاقهم بثورة الشعب السوري.
عندما بدأ جيش الأسد بالانهيار, قام بتنظيم فصائل الشبيحة, الذين لم يكونوا عسكريين, بل عصابات مسلحة بدأت بقتل السوريين. ولما لم يستطيعوا مجابهة الثورة السورية , عندها بدأ الأسد بإحضار المرتزقة من الخارج. بدآوا بحزب الله اللبناني, ثم العراقيين, و بعدهم جاء قاسم سليماني بالحرس الثوري و فيلق القدس. هذا بالإضافة إلى سجناء طهران, الذين تم تدريبهم و إرسالهم كمرتزقة إلى سوريا كخدمة لراية الخميني. و بذلك تكون القيادة العسكرية قد انتقلت من أيدي بشار الأسد إلى الإيرانيين, حيث أصبح قاسم سليماني حاكماً عسكرياً لسوريا.
(قاسم سليماني, حسب مصادر إسرائيلية, قام بتنظيم و قيادة عملية إنقاذ الطيار الروسي الذي كان على متن طائرة السوخوي-24م والتي تم إسقاطها في نوفمبر 2015, محرر موقع إنفورم نابالم)
و بالرغم من تدخل حزب الله و الفصائل العراقية-الإيرانية , استمر الأسد بتسليم مواقعه مما اضطره مؤخراً لطلب المساعدة الجوية الروسية لإبادة الشعب السوري.
واليوم نشاهد كيف تقوم الطائرات الروسية بقصف السكان المدنيين في سوريا تحت شعار محاربة داعش. فأكثر من 95% من الضربات الجوية تنال السكان المدنيين و الجيش السوري الحر.
حالياً, بدلاً من شبيحة النظام, إلى جانب نظام الأسد, يقاتل مرتزقة أجانب مثل حزب الله, أبو فضل العباس, أهل الحق, كتائب عراقية ممولة من طهران, فصائل أفغانية و قوات روسية. فما هو العدد التقريبي لتلك القوى ؟
بالنسبة لقوات الأسد فهي عملياً غير موجودة. هناك حوالى 15000-20000 مقاتل من حزب الله اللبناني. المرتزقة العراقيون من أبوالفضل العباس, و الفاطميين, و الزينبيين…حوالى 20000-30000 مقاتل شيعي. إيران أرسلت فيلق القدس و مستشارين من الحرس الثوري الإيراني, والذين يشكلون مايسمونه بجيش المتطوعين, الذين يزعمون بأنهم متطوعون للقتال في سوريا. كما أن الإيرانيين قد أحضروا السجناء و متعاطي المخدرات من الأفغان. ومجمل هؤلاء حوالى 20000-30000 مقاتل.
هناك أيضاً مرتزقة من الشيشان, و أفغانستان, والهند, و باكستان. و مؤخراً تم إحضار 3000 مقاتل من نيجيريا.
و يمكن إجمال المقاتلين إلى جانب الأسد بحوالى 100000 مقاتل ما عدا الروس.
سيادة الجنرال, ما هو اليوم الوضع العسكري و السياسي في سوريا؟
نتيجة الوضع في أوكرانيا, ونتيجة ضم روسيا لشبه جزيرة القرم, يقول الغرب أن العقوبات الاقتصادية أصبحت موجعة لروسيا. تراجع أسعار النفط ووصولها إلى مادون الثلاثين دولار, وتراجع سعر الروبل, الذي كان في حدود 40-42 روبل للدولار الواحد, أصبح الآن في حدود 85 روبل بالنسبة للدولار.هناك مجموعة تقول بأن خسائر الاقتصاد الروسي وصلت إلى 400 إلى 600 مليار دولار. المافيا الاقتصادية, والتي أوصلت بوتين إلى الحكم, أصبحت تشعر بأن بوتين أصبح عالة عليها, وأصبح مؤذياً أكثر من ما هو مفيد لتلك المافيا الاقتصادية ورجال الأعمال , وبالتالي كان على بوتين أن يقوم بعمل نسميه بالهروب إلى الأمام- كعمل عسكري لإسكات الوضع في الداخل و إبعاد الأنظار عن ما يحصل من خسائر كبيرة في أوكرانيا, و كذلك إبعاد النظر عن شبه جزيرة القرم. و بذلك تلاقت مصلحة الأسد مع بوتين في التدخل في سوريا, فقد أراد بوتين القيام بعملية عسكرية وفق مفاهيم القيصر والأحلام في رأسه, بأنه إذا ماتدخل في سوريا فسوف يكون النصر مباشرة حليفه. و حسب وعود الجنرال قاسم سليماني, قائد فيلق القدس, بأنه إذا ما كان هناك تغطية جوية ودخول للطيران الروسي فسوف تكون هناك عملية استعادة لكل سوريا, وبالتالي تقوم روسيا وبوتين بمفاوضة الغرب, ومساومته, وابتزازه لغض النظر عن ما يحصل في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.ولكن ماحصل في معارك سهل الغاب 01.10 إلى 08.10 قد زلزل الأرض تحت أقدام بوتين, عندما استطاع الجيش الحر و جيش الفتح من إيقاع خسائر كبيرة في صفوف الإيرانيين و ميليشيات الأسد. ففي قرية واحدة فقط, وهي قرية مورك, تم تدمير46 دبابة. فالطيران الروسي و الحوامات الروسية, وهناك مدفعية روسية شاركت, وراجمات صواريخ أيضاً, ولم تستطع أن توقف الثوار أو أن تحقق أي تقدم على الجبهة. وحاولوا فتح جبهة ثانية في حمص ففشلت, ثم انتقلوا إلى الساحل ففشلوا, وبالتالي تم إعادة ترتيب الأوراق و الخطط, فكانت هناك زيارة سريعة لبوتين إلى طهران ليخبرهم بأن الوعود التي أعطيتموني إياها كانت كاذبة, وكان بوتين حانقاً جداً, بأنكم ورّطموني ورطة لست بقادر على تحمّلها. فتم استبدال تلك الخطة بأخرى. وإسقاط الطائرة سوخوي24 من قبل تركيا, إذ أن روسيا هي من تحرّش بتركيا بدخول الطائرة, لكي تقوم تركيا بإسقاطها, حيث أن بوتين أراد تغيير معادلة موازين القوى وقواعد الاشتباك. و سقطت الطائرة, فكان ذلك رد الفعل القاسي من قبل روسيا على تركيا,ولكن عبر الإعلام, حيث أراد بوتين معاقبة تركيا,إلا أن ذلك انعكس على الاقتصاد الروسي الذي انهار نتيجة العقوبات على تركيا. فالأسعار جنونية في الداخل الروسي. وهنا تمت العودة إلى الخطة “باء” في سوريا, حيث لايمكن لا لروسيا و لا لإيران و لا للأسد استعادة السيطرة على كامل سوريا,ولذلك وجب التخطيط لتقسيم سوريا, بتركيز الجهود على المنطقة الكردية في الشمال من حلب و على منطقة الساحل في مطار حميميم, حيث تم مقتل أكثر من 120 جندي روسي فيها, حتى أن بوتين منع الإعلام الروسي من نشر أية أخبار عدا ما يصدر عن وزارة دفاعه. وقام بوتين بتأمين الدولة العلوية بالتقدم حوالى 10كم في الداخل لكونها الدولة المفيدة له. ثم انتقل إلى حلب لتأمين الدولة الكردية. و بذلك فإن بوتين يعمل الآن على تقسيم سوريا. والآن, وبهذه الانتصارات الجزئية, قام باعتقال الكثير من الشباب و زجهم في المعارك بسبب قلة أعداد المقاتلين مع الأسد, فمعظم قتلاهم هم من العراقيين و من حزب الله.
سؤال: من يتابع الإعلام عن سوريا, فيما يخص التقدم العسكري الحالي, يجد أن هناك تضارب في المعلومات. وبما أنكم على الأرض ,فمن هو الذي يتقدم و مع من ارتباطه؟
نعم, قبل كل شيء نحن أمام آلة إعلامية تكذب بشكل ليس بالطبيعي. سأعطيكم مثالاً: قمنا باعتقال عراقي في جبهة الساحل. في اليوم التالي, تقوم قناة “روسيا اليوم” ببث اعترافات العراقي على أنه تم اعتقاله من قبل جيش الأسد, هذه نقطة. و النقطة الأخرى, قامت “روسيا اليوم” ببث شريط فيديو يقول بأن أرتال داعش تتحرك بحماية طائرة أباتشي أمريكية. فعندما عدنا إلى ذلك الفيديو, وجدنا أنه لعملية “الفجر”في ليبيا في نهاية عام 2014 وهو لقوات ليبية تتقدم باتجاه الموانيء الليبية لتحريرها من الإرهابيين, و أن طائرات الأباتشي تحمي القوات الليبية. فهذا الفيديو هو في ليبيا و ليس في سوريا ومنذ نهاية عام 2014 !! والآن, كل ما تم تحقيقه على الأرض من انتصارات, أكان ذلك في جبهة الساحل أم في جبهة حلب, لا يعادل 5% من المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر. لكنهم أمام حالة تضخيم إعلامي, بأنهم استعادوا السيطرة على ربيعة, ذات الخمسين بيتاً, والتي تم تصويرها على أنها “عاصمة الثوار”…تلك هي ربيعة, خمسون بيتاً! فهم أمام تضخيم إعلامي بأنها مراكز استراتيجية. من جهة أخرى, سأقولها لك: فهم, مثلاً, يسيطرون على قرية ما, فتدخل كاميرات التلفزيون لتصويرها, ويعد عدة ساعات نقوم نحن باستردادها… فيسكتون! البارحة قمنا باسترداد 3 قرى في جبل التركمان. وفي الأسبوع الماضي قمنا باستعادة 7 مناطق في جنوب حلب. هذه المعارك لا تشاهدونها عندكم. هؤلاء جنود من حزب الله قتلتهم جبهة النصرة, والإعلام الروسي لا يذكر ذلك, و حزب الله ينكر وجوده في حلب نهائياً. إذاً نحن أمام آلة إعلامية روسية تقوم بتضخيم الأمور, وكل ما تم استعادته من قبلهم لا يعادل 5%.
معلومة أخرى. فبمجرد توقف الطيران الروسي, نحن سنستعيد كل تلك المناطق!
سؤال إضافي: بوجود الطيران ليس الأسد هو من يتقدم على الأرض, بل هم الإيرانيون و الروس, فهل هم قادرون على المحافظة على مناطق تقدمهم؟
سأجيبك على لسان الروس أنفسهم. ففي الشهر 11.2015 تم إرسال برقية من قبل قائد غرفة عمليات مطار حميميم, التي يسيطر عليها الروس, إلى القيادة الروسية, و هي تقول:على لسان قائد غرفة العمليات,”إلى القيادة الروسية, إلى وزارة الدفاع. نحن غير قادرون على البقاء في سماء سوريا 24/24 ساعة, لأننا بمجرد أن نغادر الأجواء يتم استرداد الأرض التي تمت السيطرة عليها. جنود الأسد, والميليشيات التي تقاتل معهم لا يملكون إرادة القتال وهم خائفون جداً أمام قوات المعارضة” (والتي يسمونها بالإرهابيين). هذا كلام قائد غرفة عملياتهم في حميميم. ونحن نقول بأن اللحظة التي يتم فيها اختفاء الطيران الروسي سوف نستعيد كل المناطق التي يسيطر عليها النظام, و بالإضافة إلى ذلك سنحافظ على ما لدينا و سندخل إلى الساحل, إذ لم يبق لدى بشار الأسد شيء يذكر. العمليات القتالية الآن تتم على الشكل التالي: الطيران الروسي يقوم بعمليات قصف شدديدة. سأعطيك مثالاً. المنطقة التي تم السيطرة عليها في حلب هي منطقة بعرض 10كم و طول 15كم أي مساحة 150كم مربع. و قد تم تنفيذ 305 طلعات جوية عليها. فروسيا الآن تقوم بإعادة سيناريو غروزني, أي تدمير ممنهج للبشر و الحجر و الشجر, وإبادة الأرض ثم تتقدم الميليشيات الإيرانية وحزب الله لكي تقول أنها حققت انتصار! وبمجرد غياب الطيران, كأن تسوء الأحوال الجوية مثلاً, حيث لا يستطيع الطيران الروسي الإقلاع, سنستعيد تلك الأرض. فالطيران الروسي هو العامل الذي يخل بالتوازن العسكري. لذلك فإن روسيا تدرك أنها غير قادره على الاستمرار بهذا الزخم. لقد رأينا كيف أنه خلال العشرة أيام تم استقدام طائرات جديدة, لكون الطائرة الواحدة غير قادرة على التحليق أكثرمن 4 إلى 6 طلعات يومياً, لكون الطيار غير قادر على أكثر من 4 طلعات بسبب فقدان القدرة على التركيز, وكذلك فالطائرة تفقد وثوقيتها الفنية. قاموا باستخدام عشرين طائرة على مدى أسبوع أو عشرة أيام وماذا بعد ذلك؟ ليس لديهم قدرة! جميع سفنهم تعمل بنقل الذخيرة. سأعطيك معلومة أخرى. منذ أسبوع قام الاتحاد الأوروبي بإرسال برقية إلى موسكو مفادها أن العقوبات الغربية لن ترفع عنها مالم يتم إعادة جزيرة القرم إلى أوكرانيا, و بأن كل محاولات بوتين الربط بين أوكرانيا وسوريا لن تفيد, وأن الغرب لن يعترف بجميع اتفاقيات بوتين الجانبية مع الاقتصاديين الأوكران أو مع بشار الأسد.
سؤال: هذا الكلام يجرنا إلى السؤال التالي من قبل ممثلة موقع متطوعين واسمه إنفورم نابالم, والذي تم تأسيسه في ربيع عام 2014 لتغطية العدوان الروسي على القرم و على الدونباس في شرق أوكرانيا, و الآن بدأ بتغطية العدوان الروسي على سوريا. السؤال هو, كونكم على الأرض, كم هي حصة روسيا في العدوان على سوريا؟
روسيا منذ بداية الثورة السورية تشارك في قتل الشعب السوري. أولاً:في كل عقود السلاح هناك بند أخلاقي يقال فيه أنه “يمنع استخدام هذا السلاح في قتل أهلكم و بلدكم”. روسيا تغاضت عن استخدام السلاحمن قبل الأسد لأن الشعب السوري قتل بالسلاح الروسي.فكان عليها أن تقول لبشار الأسد بأن هذا السلاح هو من عندها و أنها تمنع استخدامه ضد الشعب السوري. سأعطيك مثالاً: ذهبنا إلى اليابان عام 2005 من أجل التوقيع على عقد سيارات لسوريا, وتم التوافق على جميع البنود ومنها شرط عدم استخدام تلك العربات للمجهود الحربي, لأن اليابان لا تريد أن تدخل سياراتها في أعمال عسكرية. اليابان ترفض الصفقات التي تدخل في المجهود الحربي. فروسيا تشارك في قتل السوريين بالطيران الروسي الموجود عند الأسد و الصواريخ الروسية و الأسلحة و الخبراء.هذه نقطة. وروسيا شاركت بقتل الشعب السوري عبر استخدام الفيتو ثلاث مرات في مجلس الأمن حتى في القضايا الإنسانية. فهذا أيضاً اعتداء على الشعب السوري. حالياً, وبوجود الطيران الروسي, و يوجد حوالى 12000 جندي روسي يقاتلون مابين أعمال فنية و أخرى قتالية. هؤلاء عبارة عن جزء كبير من ما يحدث في سوريا. حالياً, الطيران الروسي يشكل مابين 70% إلى 80% منالمشاركة في قتل الشعب السوري. في الفترةالأخيرة , عندنا حالياً 70000 مواطن سوري على الحدود التركية بسبب الطيران الروسي, و 350000 في أحياء حلب الشرقية يستعدون للرحيل و النزوح بسبب الطيران الروسي, الذي يستخدم جميع الأسلحة المحرمة دولياً. فقد استخدم النابالم, والقنابل العنقودية, و الفراغية, والانشطارية و قاذفات الصواريخ ” تو 22 ” و “تو95” و صواريخ “كاليبر”.
سأعطي معلومة لأوكرانيا. الطيارون الموجودون في مطار حميميم معظمهم من القرم, لأن بوتين لايجرؤ على استقدام طيارين روس بسبب التخوف من أسرهم, لذلك هو يستقدم طياري القرم.
سؤال:حالياً مع وجود شبكات التواصل الاجتماعي, استطاع موقع انفورم نابالم جمع معلومات كثيرة عن ما يحصل في سوريا. من خلال الصور و الفيديوهات, و هناك مختصون يعملون في الموقع استطاعوا تحليل البيانات التي تصل من سوريا و توصلوا لاستنتاجات حول استخدام الروس للقنابل العنقودية و أسلحة الدمار الشامل. السؤال هو أن هذا الموقع حاول مساعدة السوريين, عن طريق تحليل البيانات عن مكان تواجد الطيارين في مطار حميميم أو غيره. ووصلت أخبار من قبلكم بأنكم قمتم باستخدام هذه المعلومات, فهل كانت مفيدة لكم؟
نحن نستفيد من هذا الموقع بشكل كبير جداً! أنا أأخذ مواضيع كثيرة من هذا الموقع, وأقوم بنشرها إعلامياً كمحلل عسكري و استراتيجي, كما و أنني كنت قائداً في جبهة الساحل و الجبهة الغربية ومعاوناً لوزير الدفاع, فلدي اطلاع على الأرض باختصاصي , وحالياً أعمل كمحلل عسكري واستراتيجي على الفضائيات, و أكتب مقالات. لقد أخذت الكثير من مقالاتكم و المعلومات التي لديكم و أدخلتها في مقالاتي, وأحياناً كنت أنشرها كاملة وهي ذات صدى كبيرعند السوريين, فهي مفيدة لنا.
سؤال: حسب المعلومات التي تصل إلى موقع إنفورم نابالم بأنه هناك قوات برية روسية , ومنها تلك التي توجد شرقي أوكرانيا في الدونباس كمرتزقة, وهي موجودة الآن في الزبداني والمناطق الكردية, فما هي معلوماتكم عن الفرق الروسية الموجودة على الأرض؟
الروس في سوريا متواجدون في :- الساحل, في ميناء طرطوس, في مياء اللاذقية, في الكلية البحرية في جبلة, في قاعدة حمميم, في غرفة عمليات صلنفة.
– حماة, في نادي الفروسية, في مطار الشعيرات, في مطار الضبعة.
-دمشق, في منطقة القابون.
-حلب, غير موجودون على الأرض.
-القامشلي, في مطار القامشلي.
هذه مجمل المواقع التي يتواجد فيها الروس.
سؤال:هل هناك دلائل تشير إلى عملية برية يمكن أن يقوم بها الروس, و في أية مناطق؟
بوتين يخشى جداً من وقوع الروس في الأسر أو بوقوع قتلى بعدد كبير في صفوف قواته, فمنذ فترة قتلنا لهم أربعة ضباط ولكنهم اعترفوا بواحد فقط. الروس يقاتلون من الخلف, بعمليات تأمين لوجيستية من الخلف, و كذلك بالطيران, أما على الأرض فهم يحاولون أن يكونوا بعيدين عن ساحات القتال. وهناك بعض القطعات تم نشرها بضباط روس وهم على رأس عملهم في ساحات المعركة.
سؤال: بالنسبة لموضوع الطيران الروسي. خلال المعارك, في بداية تشكيل الجيش الحر, لم يكن لديه سلاح سوى ما كان لدى المنشقين عن جيش النظام و ما غنموه عند تحرير القطعات العسكرية, و أصبح من ضمن الغنائم مضادات طيران…
لا ليست لدينا مضادات طيران, لا قديماً و لا حديثاً. فالنظام,منذ بداية الثورة, قام بسحب وسائل الدفاع الجوي إلى المستودعات الرئيسية, بسبب عدم وجود طيران لدى الثوار, ولكي لا تقع بيد الثوار.
سؤال: هل هناك أحد من الدول العربية أو الصديقة ممن حاول إدخال وسائل مضادة للطيران, أم أنها مجرد إشاعات ؟
هذا كله كذب, وأمريكا تمنع دخول ذلك. فمنذ بداية الثورة السورية, هناك مقولة معروفة تسمى بلاآت روبرت فورد (السفير الأمريكي السابق في دمشق) الثلاثة- لاسلاح نوعي ولا حظر جوي ولاتدخل عسكري. هذه اللاآت الثلاثة مطبقة حتى اليوم. فالسلاح النوعي هو المضادات الجوية, والتدخل العسكري معروف, و الحظر الجوي معروف. هذه العناصر الثلاث لن تكون في الثورة السورية.
سؤال: ماسبب تخوفهم من تأمين الحظر الجوي؟
يخشون من سقوط النظام. الولايات المتحدة تتبادل الأدوار مع روسيا. فهناك حظر على إيران بتصدير النفط و التقنيات و الميليشيات, والمقاتلون في سوريا نصفهم إيرانيون! وحتى الآن لم يصدر عن أمريكا أي تصريح ضد إيران بهذا الشأن. و حزب الله على قائمة الإرهاب, فلم يصدر بحقه قرار للخروج من سوريا. والفصائل الشيعية العراقية (36 فصيلاً) ولم يصدر أي شيء من أمريكا لإخراجهم من سوريا. لذلك فإن أمريكا لا تختلف عن روسيا في التعامل مع القضية السورية وهم يعملون بتبادل الأدوار.
سؤال: المتابع للأحداث في سوريا يعلم جيداً أن الضحية الأولى هي الشعب السوري, الذي يتعرض للتجويع و القصف. فهل تحدثنا عن دور الجيش الحر في حماية الشعب من جرائم الحرب التي يتعرض لها والتي تصل إلى درجة الإبادة الجماعية؟
الثورة السورية لم تبغ حمل السلاح, فقد خرجت سلمية تطالب بإصلاحات, ثم انتقلت إلى المطالبة بإسقاط النظام عبر المظاهرات السلمية ولم تحمل السلاح إلا أمام حالات القتل التي مورست بحق الشعب في الشوارع. ولعل الجميع رأوا كيف تم إطلاق النار على الناس في الشوارع. وبشار الأسد نفسه قال بأنه خلال الستة أشهر الأولى لم يكن هناك سلاح! إذاً, من الذي قتل الستة وثلاثين ألف شهيد خلال الستة أشهر تلك؟! أليس جيشه هو من قتلهم؟ لقد كان لابد من حمل السلاح لحماية النفس و الأهل!والجيش الحر مهمته حماية المدنيين و الأهل في المناطق المحررة. ما الذي فعله الغرب بنا؟ قام بفتح الطريق أمام الإسلاميين المتشددين, الذين يعيشون لديه, إلى سوريا, و قام بشار الأسد بإطلاق سراح كل المتشددين الإسلاميين من السجون وهو يعلم بأنهم سيحملون السلاح ضده, فتم تشكيل داعش و جبهة النصرة, اللواتي لاعلاقة لهم بالشعب السوري, وذلك لكي يتم تحريف معنى الثورة ولكي يقال بأن هناك إرهاب. فالجيش الحرلا يعترف لا بداعش و لا بجبهة النصرة. أما في الفترة الأخيرة, و أمام القتل من قبل النظام و إيران و حزب الله
و روسيا, قامت جبهة النصرة, على الأقل,بمواجهة النظام, وهذا لا يعني أنها جزء من الثورة! لذلك فإن الجيش الحر والفصائل المعتدلة مهمتهم حماية الناس في المناطق المحررة و إبعاد الأذى عنهم فقط لا غير.
أنتم تقاتلون في الجبهة الغربية ذات الطبيعة الجبلية الصعبة, ودعم سكان تلك المناطق ذوأهمية بالغة, فما هو نوع ذلك الدعم؟ فعندما دخل جيش النظام إلى سلمى, قام الصحفيون الروس بتصوير الأمر على أنه تحرير, وكيف يحتفل السكان بذلك, فماالذي حصل بالفعل؟
بالنسبة للمناطق التي سيطر عليها النظام لم يعد فيها مدني واحد. ومعلومة أخرى, ففي كل جبل التركمان وجبل الأكراد, وهي تشكل الجبهة الغربية والساحلية, لم يعد فيها مدني واحد. هي الآن فارغة تماماً بسبب الطيران الروسي, والجميع الآن على الحدود التركية. أولئك الذين صورهم الإعلام الروسي هم من استقدمهم النظام معه من مدينة اللاذقية. مدينة سلمى, منذ عام2012 لا يوجد فيها مدنيون لكونها منطقة مدمرة لايمكن العيش فها, فكل يوم يلقى عليها مئة برميل من حوامات الأسد , والطيران يقصفها يومياً, والمدفعية و الدبابات وراجمات الصواريخ. سلمى لا يوجد فيها بشر منذ ثلاث سنوات. وحالياً ومع دخول الاحتلال الروسي والميليشات الإيرانية تم تهجيرجميع المدنيين من جبلي الأكراد و التركمان و يبلغ عددهم من 15000 إلى 20000 مدنياً منذ بدء العمليات في الجبهة, وحالياً جميعهم على الحدود التركية ويقصفهم الطيران الروسي في مخيم اليموكية والجبل. لذلك هكذا يكذب الإعلام الروسي بأنهم هللوا للنظام, فهؤلاء كلهم علويون جاء بهم النظام معه.
سؤال: الإعلام الروسي يقوم بتصوير عدوانه على أنه دفاع عن السلم و المدنيين و محاربة داعش, فماهو الوضع على الأرض؟
أولاً: داعش هو تنظيم إرهابي من إنتاج مخابرات الأسد, و إيران و العراق و بعض المخابرات الغربية أيضاً. وهو أكثر من قاتل ضد الشعب السوري. فهو لا يقاتل الأسد.لقد طردناه نحن من الساحل, ثم طردناه من إدلب و محافظتها, ومن جنوب حلب. داعش يحاصرنا من شمال شرقي حلب و القصف الروسي لا يطاله, لماذا؟ داعش على تماس مباشرمع النظام, فلماذا تقوم الميلشييات الشيعية بضرب الجيش الحر فقط؟ لماذالا يحاربون داعش؟ هناك جبهه معه بمالايقل عن 70كم, فماهو السر؟ !ذاً هناك توافق.فقد تم إعطاء داعش أكبر المستودعات الاستراتيجية في تدمر. قوافله امتدت من الرقة باتجاه تدمر بطول 3كم. لماذا لم يتعامل معها ولم يقصفها طيران الأسد؟ أعطاه مستودعات تدمر, والفرقة 17, ومطار الطبقة, لأن النظام وروسيا تعلم أن لحظة التخلص من داعش تعني سقوط نظام الأسد. لماذا تعترض روسيا على دخول قوات تركية و سعودية لقتال داعش؟ لأنها تعلم أن اللحظة التي ينتهي فيها داعش هي لحظة سقوط الأسد. داعش هي جواز السفر الذي دخلت به روسيا إلى سوريا و هي لم تقاتله و لا يوم واحد.
سؤال: حالياً تحدث في سوريا عملية ما يمكن تسميته بترويس سوريا, كإضافة اللغة الروسية إلى المناهج المدرسية, و ظهور الأغاني الروسية بشكل منتظم في وسائل إعلام النظام, فماهو رأيكم في ما يحدث؟ هل يمكن تسمية ذلك بالاحتلال المباشر؟
الوجود الروسي هو احتلال, ولكن الواقع العسكري وانهيار الأسد العسكري, الذي يدرك أنه بمجرد أن يكف بوتين عن دعمه فسوف يسقط في اليوم التالي. لذلك هو يقوم بأي شيء لإرضاء الروس, كإدخال الأغاني و اللغة الروسية, حتى أن بوتين يغري رجال أعماله بأراضي الساحل السوري لإقامة مشاريع. وذلك الاتفاق المذل الذي وقعه الأسد مع بوتين بشروط لايقبل بها عاقل, فهو يقدم لبوتين كل شيء لكونه يدرك أن عدم دعم بوتين له يعني سقوطه. فكل ذلك هو تقرب من بوتين ليس إلا.
سؤال: كل تلك الفصائل التي تحاربكم لا يمكن مواجهتها إلا بمعارضة موحدة. فهناك خلافات ضمن المعارضة, فماهو رأيكم بالوضع الحالي, وهل يمكن أن تتحد المعارضة و تشكل قوة قادرة على الردع و قلب الموازين؟
هناك قرار غربي و أمريكي تحديداً يمنع من توحد المعارضة للإبقاء على حالة استنزاف لاستخدام سوريا كطعم تصطاد به حزب الله و تستنزفه, و تصطاد به إيران و تستنزفها في سوريا و تصطاد به روسيا و تستنزفها في سوريا. لذلك فإن وجود جيش قادر على إسقاط النظام يعني إسقاط تلك الورقة من يد أمريكا. الحديث عن خلافات بين الفصائل هو حيث أمريكي كاذب. أنا خرجت عام 2013 إلى دول أروبية, والتقينا معهم, و أخبرناهم أن مساعدتكم لنا في قيام جيش وطني سنكون به قادرين على إسقاط بشار الأسد خلال 6 أشهر, وما ستعطونا إياه الآن لن يعادل ربع ما ستدفعونه فيما بعد على اللاجئين بالملايين القادمين من سوريا إلى أوروبا. أوروبا وافقت معنا, بينما أمريكا أعطت الضوء الأحمربمنع إقامة جيش وطني.
سؤال: بالنسبة لمستقبل سوريا, إلى أين؟ هل هناك حل عسكري لتحرير سوريا, أم حل عسكري-سياسي حيث يفرض الواقع العسكري مفاوضات سياسية, أم مفاوضات وقف إطلاق النار, فماهو المدخل الحقيقي للحل و إلى أن تتجه سوريا برأيكم؟
دعنا نقول أن القرار العسكري والسياسي بعد التدخل الروسي قد أصبح بيد بوتين. فحتى الوفد المفاوض برئاسة كاتيلوف, نائب وزير الدفاع, هو من أعلن الوفد. فالقرار العسكري و السياسي أصبح بيد موسكو و بشكل جزئي بيد إيران. بشار الأسد لايملك أي شيء. وبذلك فإن روسيا من بداية دخولها, بعد الطمأنات الإيرانية, كانت تظن أنها ستعيد السيطرة على سوريا كاملة وتعيدها إلى بشار الأسد وتبقي الأسد رئيساً. وعندما و جدت على الأرض اختلالاً للموازين وأنه لايمكن إعادة السيطرةعلى سوريا, وأن روسيا ستحتاج إلى ما لايقل عن 50 سنة لإعادة السلطة إلى الأسد, فانتقت إلى مسألة تقسيم سوريا. حالياً, المعارك التي وقعت في الساحل هي لتثبيت حدود الدولة العلوية, والمعارك اتي تقام الآن شمال شرق حلب هي لتثبيت الحدود الكردية,و تركوا المنطقة الممتدة من العراق إلى إدلب كدولة سنية. المجتمع الدولي قد لايوافق على هكذا كلام, ولكن روسيا تحاول بالآلة العسكرية و بقتل المدنيين و تدمير المشافي (تم تدمير 8 مشفى ميداني), والمدارس (25مدرسة) و (20 جمعية خيرية) و ضربت كل مخيمات اللجوء على الحدود التركية, فروسيا تدمر كل ما يمكن لها تدميره لكي تفرض على الثوار القبول بالأسد. الشعب السوري لن يقبل به, حتى لو تم احتلال كل سوريا, فسوف نتحول إلى مقاومة شعبية من الداخل. لدينا 300000 شاب مسلح, فلن نسمح لا لروسيا و لا لإيران و لا لبشار الأسد بالبقاء في سوريا. المجتمع الدولي يحاول إيجاد حل وسط, وروسيا تحاول أن يكون لها الحصة الأكبر. روسيا تخطئ !ذا كانت تظن أنه سيكون لها مصالح في سوريا, أو أن عقود السلاح ستكون معها, أو أن هناك عقود اقتصادية ستكون معها. الشعب السوري أصبح يعتبر روسيا مجرمة بحقه أكثر من بشار الأسد, لأنها تقاتله عسكرياً و سياسياً و بالسلاح الروسي و الطيران الروسي و القنابل الروسية و بالغواصات والصواريخ…وكل ذلك من روسيا. وبالتالي فلن يغفر الشعب السوري لبوتين ما قام به في سوريا.
الحل لن يكون إلا بزوال سلطة الأسد!
ماهي رؤيتكم في حدود الواقع. ما هو الطريق تحقيق ذلك؟
إذا لم يكن المجتمع الدولي قادراً على حل سياسي يزيل سلطة الأسد فعليه أن يقدم مقومات التعب لهذا الشعب الثائر.وإن لم يقدم المجتمع الدولي فنحن في ثورة مستمرة حتى النصر.
سؤال: بالنسبة للموقع, هل يمكن أن نطلب منكم التعاون مع الموقع في حال وقوع معلومات بين أيديكم أو بيانات للتحقيقات في جرائم النظام الروسي في سوريا أو غيرها؟
أنا على استعداد لإرسال كل ما يخص روسيا إلى رابط الموقع.
سؤال:هناك سؤال مرتبط بما قبله, كوعد منكم ,في حال وقوع بين أيديكم مقاتلين روس تم أسرهم, بأن تسمحوا لموقع إنفورم نابالم بإجراء مقابلة معهم, فهل هو أمر ممكن؟
أنا الآن موجود خارج الجبهة, فإذا ما استطعت تأمين ذلك فلن أقصر.
موقع إنفورم نابالم يشكركم و سوف يتم نشر هذا اللقاء على صفحاته قريباً إن شاء الله. والسلام عليكم!
حياكم الله!
No Responses to “الجنرال أحمد رحال: يوجد في سوريا حوالي 12000 عسكري روسي يشاركون في إبادة الشعب السوري.”