
الثورة السورية يتم تقديمها في الحقل الإعلامي بمستوىً عالٍ من الترتيب الفني الغرافيكي, والكاريكاتور و الوسائل الفنية الأخرى. فالمبدعون يشاركون بنشاط في عملية إعادة بناء البلاد و الاستفادة من طاقاتهم في الصالح العام.
أكرم أبو الفوز لم يحدثنا عن الأوضاع في مدينته الأم دوما, ذات الأهمية البالغة للثورة السورية, (أنظر الجزء الأول- لقاء مع فنان. مدينة دوما المحاصرة – حصار لينينغراد في سوريا)), فحسب بل و يحدثنا كيف يستوحي الفنان إبداعه ويحصل على مواده في ظروف الحرب.
تمر الحرب بشكل قاسي على الجميع خاصة عليك كشخص ذو حس فني لابد انها تؤثر تاثير مضاعف فقد تؤدي الى اكتئاب او واقع مرير يؤجج الابداع. برايك ما هو تاثير الحرب عليك كشخص او فنان؟
للحرب تأثير مباشر على جميع الأشخاص بغض النظر إن كان ذو حس فني ام لا فأنا كشخص عاش مراحل الحرب منذ البداية وبجميع مراحلها وقد فقدت عملي ومنزلي وتم اعتقالي لفترة في الأقبية الأمنية التابعة للنظام
ومع ذلك فإني أرى النصر ومتيقن منه كما متقين من شروق الشمس بعد مغيبها وأما عن تأجيج الإبداع في ظل هذه الحرب فهذا الكلام قد ظهر وتبين لي في عدة مراحل وخصوصا عند إنعطافات الثورة وتأثيراتها وأوقات المجازر
والأوقات الجميلة اللتي لم نكد نراها فكل هذه الأمور تساعدني في أعمال جديدة وتوحي لي بأفكار ورسومات لم أكن أراها في حالات السلم والأوقات الطبيعية فكما ان الحصار وعدم توافر مواد الرسم اللازمة وغلاء أسعارها هناك
أيضا أشياء برزت وأستفدت منها في هذه الأوقات وصنعت منها أشياء لم تكن في البال مثل الصواريخ والقذائف وفوارغ الرصاص ففي غير الحروب لم تكن متوفرة ولم تكن تخطر في بالي مثل هذه الأفكار.
علمت انك تقوم باعمال فنية من بقايا الذخائر والقذائف او الشظايا وما شابهها؟ كيف بدات هذه الفكرة؟
يتكون لدى أي فنان نظرة فنية حول ما يراه من الأشياء ومنهم من برز برسم الشخصيات …. الخ وأغلبهم ممن تأثر بالبيئة المحيطة به التي حوله فمنهم من برز برسم الطبيعة
فكرة الرسم على مخلفات الحروب جائت من معايشتي اليومية للحرب في سوريا , حيث القصف اليومي وفوارغ الرصاص المبعثرة في الشوارع هنا وهناك وصواريخ الطائرات اللتي لا تكاد تنهمر علينا بشكل شبه يومي
من هنا جائت الفكرة عند إقتنائي لأول قذيفة هاون لعرضها في منزلي على إحدى الرفوف حيث أردت تغيير ملامحها لأزيل عنها غبار الموت وتزويدها بألوان الحياة . وتبلورت الفكرة وبدأت بجمع مخلفات القذائف والصواريخ
بشكل أكبر والرسم عليهم الى أن انتهيت وأطلقت أول البوم وكان بعنوان ( الرسم على الموت )
كيف تجمع مواد لعملك الفني؟ هل لديك مواد كثيرة؟ كيف واين تحتفظ بها؟
إن كان القصد من كلمة مواد هي مواد الرسم ؟ فهناك نقص كبير وعدم توفر لهذه المواد في منطقتي واغلب المواد التي استعملها حالياً هي من بقايا المواد التي كانت موجودة لدي قبل الثورة وقد قمت بحفظها
في مكان آمن لحين إستخدامها وقد شكل الحصار على مدينة دوما عقبة كبيرة بالنسبة لعملي , فأنا بحاجة للكثير من المواد والألوان الخاصة بهذه الأعمال وهي موجودة في العاصمة دمشق التي لا تبعد عنا سوى بضع كيلو مترات
ولكن الحواجز المفروضة علينا تحول بني وبينها وان حاولت تأمينها بغير طرق فقد يصل سعرها الى أضعاف مضاعفة لحين وصولها لي وهذا يؤدي بشكل مباشر الى تراجع العمل لدي وعدم الإستمرارية .
قد تحدثت مع احد الخبراء العسكريين الأوكراني، أظهرت له صورتك للطائرة “د.م.70” و ذخيرة “س.ب.د.8” من خلال الصورة واضح انها ضخمة وانها موجودة في غرفتك وقد طلب مني الخير ان اقول لك انه يجب التعامل معها بحرص شديد فهي متفجرة ويمكن ان تسبب الم شديد وانه من الصعب على انسان مدني التعامل معها خاصة وان الذخائر الروسية ممكن ان تنفجر فيما بعد. هل لك ان تحدثنا ما هي وسائل الحماية التي تتبعها في التعامل مع هذه الذخائر؟
عند جلب مخلفات القذائف والصواريخ يتم أخذها الى مختصين ليتم تفريغها من مخلفات المواد الموجودة فيها وتنظيفها وأما عن فوارغ الرصاص فأقوم بتنظيفها يدويا في منزلي إذ أنها تكون فارغة عادةً ولا تحتاج مختصين.
في اكرانيا ايضا ظهرت انواع من الفن عندما يستخدم الفنان الذخائر كمادة فنية. الحرب في اوكرانيا تملك الكثير من العناصر المشتركة مع الحرب في سوريا. ماذا تعرف عن الحرب في اوكرانيا؟
بصراحة تم الإطلاع على أنواع الفن الذي أستخدمه الفنان في اوكرانيا من بقايا الحروب وكان جميل جدا ولكن ليس لدي إطلاع كامل للأسف على الحرب في اوكرانيا.
سيتم نشر هذه المقابلة على موقع مؤسسة اينفورم نابالم الدولية التي تقوم بجمع ادلة على جرائم النظام الروسي في اكرانيا وسوريا. يتم استخدام تحاليل OSINT.
بذلك يتم دراسة المعلومات والدلائل الموجودة. مجموعتك تعتبر ادلة يمكن استخدامها. هل يمكن ان اطلب منك ان تصور كل الذخائر والشظايا الموجودة لديك؟ خاصة تلك المكتوب عليها ستفيد كثير في تحليلها من قبل المختصين
سيتم إرفاق بعض الصور مع التقرير المكتوب.
الان في اوكرانيا الناس مهتمين بما يحصل في سوريا. يشعرون بكم ويسعدهم ان الشعب السوري بشجاعة يقاوم النظام المجرم والاحتلال. هل لك ان تحدثنا عن احلامك عن مستقبل البلد؟
لدي الكثير من الأحلام ونسأل الله أن تتحقق وأن يسود العدل في دولتي ويأخذ الإنسان حقه الطبيعي في العيش وينال الكرامة والحرية وأن نشهد ثورة من نوع آخر تتكون من العمران والصناعات الحديثة والتقنية
وتكون سوريا مقصداً لجميع سكان الأرض ومدرسةً ليتعلمو منها الصبر والشجاعة والدفاع عن الأوطان .
تحليل بحثي
قدم لن أكرم عدة صور لذخائر تمت معاينتها من قبل أخصائيي إنفورم نابالم ديميتري ك. و ميخائيل كوزنيتسوف
بدأ التعارف مع الفنان السوري من هذه الصور, حيث جاءت بعدذلك فكرة اللقاء معه. تبين هذه الصورة محرك نفاث من طراز- د.م.70 و شحنة -و.ز.ب 83
الصور التالية- محرك نفاث د.م.-70 لمنظومة كسح الألغام و.ر.83ب أو و.ر.-77 “زميي غورينيتش”
وهكذا, وبالرغم من تأكيدات الجيش الروسي على عدم استخدامه للقنابل الانشطارية و الذخائر الحارقة و عدم استهدافه للسكان المدنيين, فلم تعد هناك حاجة للبحث عن دلائل, فهي تتساقط يومياً على رؤوس المدنيين و تقتلهم في مدينة دوما المحاصرة. ويستطيع أي مواطن من دوما عرض هذه العينات. ونأمل بأن تكون هذه المعلومات مثيرة لاهتمام مجل الأمن الدولي و اللجنة الدولية للصليب الأحمر كمشاركين في اتفاقية الذخائر الانشطارية واتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين خلال الحروب الملزمة للدول الموقعة و غير الموقعة عليها والتي تشارك في الحروب.
No Responses to “الرسم على الموت: الفنان السوري يصور وقائع الجرائم الروسية ضد الإنسانية”